الكردي : الدراما الأردنية .. انتهت وما يقدم على الشاشات المحلية قلة ذوق وعدم احترافية
الكردي : مخرجو الوقت الحالي مواليد الصدقة والواسطات ...
الكردي : أطالب بإغلاق نقابة الفنانين...
الكردي : لهذا قبلت ب "وطن على وتر " وأستعد للموسم القادم ...
الكردي : لهذا قبلت ناريمان عبد الكريم ب"وطن على وتر "...
الكردي : نحتفظ بقائمة لأسماء الفاسدين في " الأراضي والمساحة "...
الكردي : الفنان أهم من السياسي ستبقون بلا تاريخ أيها المسؤولون...
الكردي : عبير عيسى الممثلة الأولى ...
حوار : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
مخرج أردني له بصمة فنية واضحة محليا وعربيا ، مواليد 1954 ، خريج القاهرة عام 1976 ، عمل في التلفزيون الأردني 14 عاما ، أجبر بعدها على ترك وظيفته لأسباب معينة ، في رصيده 68 عمل درامي عربي منها :
العلم نور في جزئه الثاني ، دموع القمر ، قلوب لا تحتمل الحب ، ابو المفهومية ، حط بالخرج ، دبابيس زعل وخضرة ، خريف العمر ، عوانس سيتي ، شاميات .
وآخر اعماله كان المسلسل الكوميدي الشهير " وطن على وتر " في موسم رمضان 2021 ، والذي لاقى هجوما وانتقادا واسعا على المستوى المحلي ، استضافنا في حوار جرييء ومميز ، إنه المخرج سالم الكردي ...
لماذا طردت فاقدا لوظيفتك في التلفزيون الأردني ؟
بداية يبدو أن لا كرامة لنبي في وطنه ، فقد عشت في سوريا 23 عاما كنت إسما لامعا بها ، أما اليوم في بلدي الأردن لا أكاد أذكر ، أما سبب طردي ؛ في عام 1984 كان مدير التلفزيون حينها يتهمني بالفلسفة المبالغ بها ، في ذلك الوقت المنتج المرحوم محمد الفايز عرض علي إخراج مسلسل درامي من إنتاجه الخاص ، فتقدمت بإجازة بدون راتب لمدير التلفزيون فرفض بشدة وخيرني بين تقديم استقالتي أو رفض العمل الذي عرض علي ، كان ردي أنني تركت وظيفتي ولم أستقيل ، وإلى الآن أنا لم أسلم لا استقالة ولا هوية ولم أعمل براءة ذمة ، وما زال لي مستحقات في صندوق توفير الموظفين وفي الضمان الاجتماعي ولم أطالب بها حتى اللحظة ، بعد شهر من هذه الحادثة نشر إسمي في الجريدة الرسمية فاقدا لوظيفتي ، أما المسلسل الذي كان سببا في كل ذلك والذي يحمل إسم قلوب لا تحتمل الحب وكان أول أعمالي الإخراجية لاقى نجاحا كبيرا حينها ، المضحك المبكي هو أنه لاحقا عرض علي عمل درامي من إنتاج التلفزيون بعد أن أثبتت نفسي كمخرج متميز خارجه ؛ وقتها قابلت ذات المدير الذي طردني قائلا " لو كنت ما زلت أعمل في التلفزيون لكنت إلى الآن مكتفيا براتب 300 دينار أما حاليا فأنا أتقاضى على أعمالي على الأقل 4 آلاف دينار فشكرا لك ".
الكردي " الدراما الأردنية ...انتهت ...!"
أولا في الأردن لا يوجد دراما فقد انتهت ، ما يقدم الآن على الشاشات المحلية ما هو إلا " قلة أدب وذوق مع عدم احترافية " ، المسلسلات البدوية لا تمثلنا والجمهور لم يعد يرغب في مشاهدتها ، الحكام هم من كتبوا التاريخ ، لذلك هو مزيف وغير حقيقي ، الناس يرغبون في رؤية واقعهم وصورتهم ، ويريدون أن تكون الدراما مرآة لهم ، وتناقش قضاياهم الإجتماعية ومصيرهم ، وهي الآن بعيدة عن ذلك ، هذه الدراما ذاتها التي كانت سببا في تغيير بند من بنود قانون الأحوال الشخصية في مصر من خلال فيلم أريد حلا للنجمة فاتن حمامة ، الفن والدراما مهمتهم تسليط الضوء على أخطاء وعيوب المجتمع حتى لو لم تطرح الحلول ، في أواخر الستينات وأوائل السبعينات تولى التلفزيون كجهة حكومية رسمية الإنتاج وهذا ما شجع القطاع الخاص على ذلك ونجح حينها لأن الدراما الأردنية لم يكن لها منافس ، أما الآن ففي طريقها عوائق كبيرة مادية وبيروقراطية و عملية تمنع تقدمها ، الفكرة ليست في الإنتاج وتوفر الفنيين والأجهزة وتطورها وحداثتها ، الأهم هو الجرأة في طرح القضايا المهمة ، المخرجون في وقتنا الحالي مواليد الصدفة و الواسطات ، أما الإخراج الحقيقي هو رؤية وفلسفة وحس وثقافة .
على من تقع مسؤولية إنقاذ الدراما الأردنية ؟
المسؤولية مشتركة بين عدة جهات ؛ نقابة الفنانين ، وزارة الثقافة ، الحكومة ، نحن كدراميون في التسعينات دفعنا ثمن موقف سياسي أردني ، فقد قاطعتنا دول الخليج حينها وتوقفت عجلة الإنتاج ، وعندما عادت بعد عناء أضاعت طريقها الصحيح ، والحكومة تفتقر إلى الاهتمام بالفن والدراما تنظر إليه بأنه شيء كمالي ، مع العلم بأن الفنان أهم من السياسي فهو الذي تقع على عاتقه مسؤولية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فمثلا ؛ ماذا أعد صناع الدراما بمناسبة المئوية الأولى للدولة ، أين قضايا الشباب الشائكة وأسبابها ، أين الدراما التي تعلمهم الفرق بين أن يكونوا مؤمنين بالله وأن يكونوا متطرفين ، طبعا كل هذا غير موجود ، كل نقابات الفنانين في العالم أثناء أزمة كورونا حافظت على مستواها المادي والمعنوي والمهني ، إلا نقابتنا في الأردن تدمرت والسبب هو أن 90 % من عائد صندوقها ناتج عن محلات السهر وصالات الأفراح وفي الجائحة كلها تعطلت ، الحكومة أيضا تخلت عنها ولم تتساهل معها في كثير من الأمور، أما نحن كصناع دراما والذين نعاني من أمراض مزمنة نتيجة حبنا لهذا الوطن الآن ندفع 50 % من الصندوق بعد 20 % كنا نلتزم بها سابقا ، نحن نرجو أن تعاملنا الدولة باحترام وخاصة فيما يتعلق بأزماتنا الصحية فنحن فنانون نصنع فكر وحضارة وثقافة ورقي .
رد الكردي على الهجوم الكبير على " وطن على وتر "...
كيف يقبل مخرج بحجم تاريخ الكردي المشرف بإخراج هذا العمل ؟
حاجتي المادية هي أحد أهم أسباب تولي إخراجي ل" وطن على وتر " ، مصاريف الحياة والمعيشة وعلاجي وأدويتي صعبة جدا ، وأنا منذ العام 2014 مع كل هذا التاريخ الفني لم يعرض علي أي عمل .
اعتراض نيابي على مستوى العمل الهزيل إضافة إلى احتوائه على عديد الألفاظ غير المقبولة والأفكار الهدامة والقيم الأخلاقية التي تتنافى مع مجتمعاتنا المحافظة ...
السيد النائب الذي أثار هذه القضية اعترض على جملة أو معتقد غير حضاري في المسلسل ولم يعترض على تصرفات مرفوضة من قبل بعض النواب من استخدام للأسلحة داخل قبة البرلمان وتراشق بالأحذية ؟ ، أنا قد أوافق على بعض الانتقادات التي وجهت للعمل ، ولكن ملايين المشاهدات له كانت ردا على كل هذا الهجوم .
دائرة الأراضي والمساحة قررت رفع قضية على المسلسل ...
فليكن ؛ ولترفع دائرة الأراضي والمساحة دعوى على العمل ، واللائحة التي تحمل أسماء كل الموظفين المرتشين والفاسدين العاملين فيها جاهزة ، وقد اطلعنا على قضايا نصب واحتيال بوكالات مزورة تمت في هذه الدائرة نشرت في الصحف المحلية .
الخلاصة ؛ بأن مواقع التواصل الاجتماعي سمحت لضعاف النفوس بالتطاول على بعضهم البعض ، أنا لا أنكر بأن المسلسل كان يحتوي على مفردات غير لائقة وحاولت أن أختصرها ولكن عندما لاحظت التفاعل الكبير وحالة الضحك التي يسببها للجمهور اضطررت لقبول ذلك ، والدليل نسب المشاهدات الكبيرة جدا له .
ردك على الفنان داوود جلاجل بأن وطن على وتر " زناخة " وليس كوميديا ...
داوود صديقي المقرب منذ سنوات طويلة ، وأنا لا أخالفه ولكن الحاجة المادية والمعيشة الصعبة وملايين المشاهدات التي حصدها العمل هي ما أغراني لإخراجه ، ما يعتبره داوود زناخة هو عند الكثير كوميديا ، في الفن لا يوجد أسس ثابتة وما يرضي شخص ليس بالضرورة أن يعجب الآخر ، والسبب الأساسي في مستوى الأعمال الهابطة هي أزمة الكتاب التي يعاني منها الوسط الفني فنحن نفتقر إلى كتاب يحملون فكرا و رقيا ووعيا .
أسباب قبول ناريمان عبد الكريم بهذا العمل ...
عندما أرسلت للفنانة الكبيرة ناريمان عبد الكريم النص قبلت به دون تردد وذلك أسعدني جدا فهي إسم لامع في سماء الدراما الأردنية وتاريخ فني مشرف .
" الفن بيعيش "...؟
الفن في الأردن سبب من أسباب الموت للفنان ، في الوقت الحالي لا يكفي متطلبات الحياة ولا العلاج ، بالأرقام أجرتي في أول عمل أخرجته في حياتي في الثمانينات تعادل ما تقاضيته على آخر عمل وأثناء مسيرتي الفنية وصل أجري إلى 90 ألف دينار أردني ، والآن لا تصل إلى 10 % من هذا المبلغ ، وأنا أقترح بأن تغلق نقابة الفنانين نهائيا ، وهذه رسالتي " يا أيها المسؤولين أنتم ستبقون بلا تاريخ فالدراما هي التي توثقه وأنتم بعيدون كل البعد عن كل ما يخدم الفن ماديا ومعنويا ".
المخرج سعود الفياض خليفات رحمه الله ...
سعود الفياض خليفات من أهم المخرجين الأردنيين رحمه الله وأنا أستغرب أن قامات مثله لم يستلموا مناصب في الدولة لها علاقة بالحركة الفنية ، وأنا أتساءل لماذا لم يكرم هؤلاء العظماء في حياتهم ؟!
من هو المخرج رقم 1 في الأردن ؟
المخرج المتميز بأدواته واختياره للنص وللممثلين و لزوايا ومواقع التصوير وكافة عناصر العمل الناجح ، وهذا ما يحدد إذا استحق لقب المخرج الأول أو لا ، ولا أجد أي اسم يستحق هذا اللقب.
هؤلاء هم كبار النجوم الذين أتشرف بالعمل معهم ...
الممثلة الأردنية التي أرغب في العمل معها باستمرار وأحب وقوفها أمام كاميرتي هي عبير عيسى ، فقد كانت بطلة لأول أعمالي الدرامية وهو مسلسل بعنوان قلوب لا تحتمل الحب ، لأنها فنانة تحب وتحترم عملها وجمهورها ، وبرأيي هي الممثلة رقم 1 في الأردن ، والممثل الأول هو رحمة الله عليه ياسر المصري وكان لي شرف وقوفه لأول مرة في حياته أمام كاميرتي في مسلسل بعنوان دموع القمر ، رحيله كان خسارة كبيرة للوسط الفني فقلما نجد فنانا مبدعا وخلوقا وإنسانا في آن معا ، أما عربيا فتمنيت دائما العمل مع بسام كوسا وكم كنت أحلم أن أعمل مع الفنانين نور الشريف وأحمد زكي رحمهما الله ، هؤلا العظام زمانهم ولى ، والآن أنا واحد من الذين عملوا وأضاعوا حياتهم في هذا المجال وكنت أعتقد بأنني أكرس عمري لخدمة هذا الوطن ، أشعر بالندم لأنني اضطر لانتظار الحسنة من الآخرين .
هل ستعيد تجربة " وطن على وتر "...؟
نعم وبشدة ، إذا عرض علي إخراج وطن على وتر للموسم القادم سأقبل بكل سرور ، أما مشاريعي القادمة فأعكف الآن على قراءة نص لعمل كوميدي من كتابة حيدر الكفوف وأتمنى أن ينفذ ويرى النور ...
والسؤال الذي كنت أتمنى الإجابة عليه هو ماذا أطلب من الدولة ، وإجابتي ستكون ...
كما تقوم الحكومة بتشجيع المواطنين لتلقي مطعوم الكورونا ، أرجو منها أيضا تنفذ خطة لاستقبال فنان كل يوم في المدينة الطبية لإجراء فحوصات وتحاليل وإعطاء أدوية وعلاجات له ، فنحن نستحق الكثير من الاهتمام كسفراء نرفع اسم بلدنا .
اللقاء الكامل في الفيديو التالي :